مـــها ..

Posted On فيفري 8, 2012

مصنف تحت لقــاء, منوعات, ثــورة

Comments Dropped 7 تعليقات

مهــا ..

أنا – مها – .. من تلك المدينة التي باتت تُدعى ” عاصمة الثورة السوريّة “
ولكنني لا اعرف ما هي تلك ( الثورة ) !!

قد كنتُ أبحر في أحلام نومي ..
وبتلك الدميةِ الكبيرة , قالب الحلوى , والهدايا الكثيرة
فلم أشعر إلا وأنني ادخل في حلم ٍ آخر ..

يبدأ بأطفال ,, ثم تكبير
تتخلّل تفاصيله رائحةٍ دم ٍ تسبب لي اضطراباً في أمعائي

جموعٌ غفيرة .. أصواتٌ عالية
دماء .. وبعض الوحوش كأولئك الذين شاهدتُهم في أحد البرامج في | سبيس تون |
أو ربّما قد كانوا أكثر وحشية حتى !

ذلك هو الحُلُم ..
لا اعرف ما يحدثُ في رأسي وأنا نائمة

لكنني عرفتُ بعد قليل أن في حلمي أبطالاً
لا اعرف من أين أتت بطولتهم .. وكيف اعرف إن كان أحدهم بطلاً أم لا ..
فهم ليسوا كأبطالِ الأفلام الكرتونيّة
– يمتطون الحصان .. ودائماً ما ياتون في اللحظات الحاسمة وينقذون الموقف –

بل على العكس ..
هُم من يُحسَمُ بهم الموقف ..
هم من ينتهي بهم كل اجتماعٍ يدعى ” مظاهرة

لا اعرف إلا انهم دائماً ما يقولون :
(( الله أكبر – الموت ولا المذلّة – الشعب يريد إسقاط النظام ))

أما بالنسبة للأولى ..
فأنا أيضاً أحب الله …واعرف أنه عظيم ..
حتى أن أمي في صلاتها تقول مثلهم
ولكنني لستُ بطلة ,, ولا حتى أمي !!

المذلّة ” .. لا اعلم ما هو ذلك الشيء
لكنه قد يكون سيئاً
لأنني أخافُ الموت … وكلنا نخافه
لأنه يبعدنا عمّن نحب .. وعن أهلنا
ويُشعرنا بالوحدة
لكنهم مع ذلك ,, يختارون الموت بدلاً من تلك ” المذلّة
نعم , اعرف , طفلة ٌ ذكية ٌ أنا 🙂

أكثر ما يشغلني بغموضه في هذا الحلم .. هو ” النظام
أتمنى أن أقابل ذلك الشخص
فقد عرفتُ أن كل ما يحدث في بلدي بسببه ..

نحن الشعب
كلنا .. أنا وعائلتي وأقربائي وجيراني وكل الناس
نحن الشعب .. هذا ما استنتجته من جمع شتات كلماتهم
والشعب … يريد إسقاط النظام

يبدو أن ” النظام ” يجلس ُ في مكان ٍ مرتفع جداً .. فلم يسقط حتى الآن !!
اتمنى أن أقابله حقاً .. اودّ ذلك

رأيتُ وجوهاُ أخرى في حُلمي ..
كانت أشبه بوجه الشيطان الذي لا اعرف وجهه .. لكنه يخيفني
كانوا رجالاً بلونٍ اخضر … صوتهم مخيف يكادُ يجرح الآذان ويدميها
أخاف عيونهم .. واللون الأحمر الذي يطغى عليها
ورائحة الدخان التي تصدُر مع أنفاسهم

أنا لا أكره أحد ..
ولكنني مع ذلك بتّ ُ أكرههم !
فلم أراهم في مشهدٍ من الحلم .. إلا وهم يضربون “ الشعب

ويدمرّوا كل شيءٍ فوق رأسه … إن علموا أن احتفالاً أو عرساً يقامُ في الشارع !
بالذات إن رددوا ” الله أكبر ” .. و “إسقاط النظام ” !

من منّا لا يحبّ ُ الاجتماع والفرح والغناء ؟!
أنا أحب المظاهرات .. لانني أقابل العديد من أصدقائي فنرقص ونغني معاً
ونحمل اعلاماً ملوّنة
حتى أنني تعرفت على أصدقاء ٍ جدد ..

بعد فترة قصيرة ..
صرتُ اسمع كل يوم ٍ أن أ عداداً كبيرة ً من الأطفال يقتلون !
قد يكون احدهم صديقي 😦
وكان القاتل هو ” النظام ” .. وأولئك الوحوش الذين عرفتُ فيما بعد أنهم يحبّون ” النظام
ويدعونهم | شبّيحة | ..

حين تسمَعُ امي خبر مقتل أحد .. تقول وهي تبكي :
– أين حقوق الإنسان !؟ .. أين العرب ؟

لا افهم ما هي حقوق الإنسان تلك .. ولا اعلم ما دخل العرب إن كان النظام هو سبب ما يحصل !
لكنني حزينة .. حزينةٌ جداً من أجل ِ الأطفال 😦

ثم تقول لي امي أن اردد معها سورة الفاتحة التي لا زلت حتى الآن أواجه صعوبة ً في حفظها !
بالرغم من أنني ارددها كثيراً .. فالقتل هنا متواجدٌ بكثرة

أخبرتني أن الضعيف والبريء حين يُقتل .. يدعى “ شهيــد
ويجب ان اقرأ الفاتحة من أجله

سمعتُ في حلمي العديد من الأصوات المخيفة ..
كانت كالألعاب النارية … لكنها لا تفرحني كتلك
ثمّ إن ضوئها قويٌّ جداً !
يكاد يفقدني نظري
وصوتها ..يدبّ ٌ الرعب في جسدي

كانت انفجارات .. يصنعها ” النظام
فتدمّر كل شيء ٍ وتقتل الناس

رأيتُ نفسي في حلمي أيضاً!!
وأنا اركض واركض مع عائلتي واختبئ خلف والدي
لا اذكر ما حدثَ بالتفصيل ..
لكن بيتنا بما فيه … اختفى !!
كنتُ اركض وأنا اموتُ خوفاً .. وحزناً ؛ لأنني نسيتُ إحضار فستاني الصوفيّ ذو اللون الورديّ
ولعبتي ” لولو ”
😦 … يا لحزني ومللي !

وبعد مدّة .. رحلت ُ مع بعض أفراد عائلتي من * جبذ الجندلة *
إلى مدينة ٍ أخرى تدعى * النّبك *
يبدو أنها في سوريا أيضاً .. مع أن ذلك ما لا يبدو عليها في أوضاع ٍ كهذه !

لكن كل الناس في حمص .. وفي سوريا يقتلون حتى الآن !
يبدو أنهم لم يعرفوا الطريق إلى النبك مثلنا !!

آخر ما توصّلت إليه , أن :
– الشعب .. يريد حريّة
والحريّة تلك .. لا تأتي إلى حين يسقط النظام

وأن النظام … لا يريد حرية

عرفتُ أيضاً أن الشعب مظلوم ..
والنظام .. ظالم .. ووحش ٌ كبير

أخبر أمي كلما بَكَت .. عن ذلك البطل المظلوم الذي انتصر في برنامجي المفضل وهزم الوحش الكبير
القويّ
وأن ” الشعب ” مظلوم ضعيف.. و” النظام ” وحشٌ قوي
إذاً سيفرح الشعب في النهاية .. 🙂

لكنها وكلما أخبرها بذلك ..
تبتسم ,, تحضنني وتبكي ..
ثم تقول :
– إنشالله .. الله يسمع منك
ادعي ربك ..الله بيحب الأطفال

سألتها مرة : هل الله يحب ُ الأطفال حقاً ؟
فأجابتني : نعم .. بالطّبع
– لكن يا أمي ,إن كان الله يحبّنا .. ويحب الأطفال
لمَ يسمح ” للنظام ” بقتلهم !!
فلم تجبني !

لقد مللت هذا الحديث ..
لا أريدُ حريّة ..
ولا أريد نظاماً ولا شبيحة أو شعب ..

فقط أريدُ ان استيقظ
فقد سئمتُ وضعي هذا .. واشتقتُ لابنةِ جيراننا واريد أن اتابع لعبي معها

أيقظوني قريباً ,, أرجوكم 😦

مها

 

7 Responses to “مـــها ..”

  1. هبشــة^_^

    * جبّ الجندلي ..

  2. محمود المناصير

    جميلة يا مها

  3. subzero1990

    يا مهى , اقترب الفرج

  4. T@rek

    {
    – لكن يا أمي ,إن كان الله يحبّنا .. ويحب الأطفال
    لمَ يسمح ” للنظام ” بقتلهم !!
    فلم تجبني !}

    هو اختبار يا مهى ,,,
    مسابقة قاسية , كالتي تجريها ” الآنسة “…. قاسية جدا ً
    لكن الجائزة أيضا ً كبيرة بحجم قسوة المسابقة

    • هبشــة^_^

      اتمنى ذلك ..
      أما مهى
      فهي متأكدةٌ من ذلك

      أنرتَ مدونتي

اترك رداً على T@rek إلغاء الرد